السلاح في المجتمع.. وجاهة أم مظهر للخروج على القانون/ http://www.alarabalyawm.net/pages.php?news_id=370201
2012/04/25
العرب اليوم - حسين السلامين ومحمد الزعبي وفلاح القيسي
بدأ الصيف, وبدأت معه اعراسه واحتفالاته.. البعض لا يرى نكهة للفرح إلا بإطلاق النار.. النار التي أصابت كبد اسر فقدت احباءها فقط لان شخصا ما أراد أن يفرح على وقع أتراح الآخرين.
يطلق النار في الهواء فرحا.. لا يسأل عن مصير تلك الرصاصة التي صعدت الى السماء على رأس من ستنزل.
وفق الخبراء فان سرعة الطلقة حين ترتد من السماء هي في ذات سرعة صعودها.
طفل يلعب في "حوش" اهله.. الطفل يسقط صريعا, فينتبه اهله, ان رصاصة لا يجوز ان يطلق عليها اسم طائشة استقرت في رأسه وكبد اهله.
منذ الان وبعد حلول فصل الصيف ستبدأ الاعراس وتبدأ وسائل الاعلام بنشر اخبار عن مقتل مواطن برصاصة طائشة. بينما يسأل الكثيرون كيف توصف بالطائشة ومطلقها يدرك انها ستعود وقد تستقر في رأس أحدهم.
لا أحد يمكنه ان يعطي الاحياء المجاورة للحي الذي اطلق فيه الرصاص انها لن تهبط عليهم اتراحا.
السلاح في المملكة قصة شائكة فهي عند البعض عرف اجتماعي ووجاهة, يمنحهم الشعور بالعز والفخر الى حد وصفه البعض بانه مكمل لشخصيته, لكن هذا امر وان يطلقه بين الناس شأن آخر.
جزء من العرف
يقول الناشط السياسي د. محمد جميعان ان السلاح جزء من العرف الاجتماعي الاردني وهو محط اعتزاز وفخر للاردنيين باكملهم, مؤكدا ان تمسك المواطنين بالسلاح يعادل تمسكهم بأبنائهم.
ويرى جميعان انه لغاية الان لم يترتب على وجود السلاح بايدي الاردنيين اية حوادث تعكر الصفو الوطني, مبينا ان السلاح يثري العمق الامني لدى المواطنين ويعطيهم الثقة والامان.
وعن البعد العشائري والجغرافي وتأثيرهما في ظاهرة انتشار السلاح يقول الناشط السياسي مشعل المجالي ان منظومة العشائر الاردنية التصق بها وجود السلاح بين افرادها منذ القدم, مشيرا الى ان السلاح يعد جزءا رئيسيا مكملا لشخصية ابن الجنوب العشائري, فضلا عن ان الطبيعة الجغرافية والعشائرية للجنوب تعزز من ضرورة امتلاك كل جنوبي للسلاح بهدف حماية نفسه وممتلكاته لا سيما ان عددا من بينهم مربو ماشية.
وأضاف الناشط الحقوقي د. اكرم كريشان ان انتشار الاسلحة موجود على مستوى الوطن باكمله وليس على مستوى الجنوب فحسب, موضحا ان السلاح اصبح وسيلة للتفاخر والاعتزاز والكبرياء لانه موروث اجتماعي قديم ومن الصعب الاستغناء عنه في ظل عدم وجود قوانين رادعة من قبل الاجهزة الرسمية لمنع انتشاره.
لكن النقابي وجدي أبو هلاله ينظر لظاهرة انتشار الاسلحة من زاوية مغايرة اذ يقول ان انتشار هذه ظاهرة خاصة في ايدي الذين لا يحسنون استعمالها فانها تؤدي الى مظاهر اجتماعية سيئة وتفكك اسري وعشائري كبير حيث ان غالبية حالات القتل نتيجة استعمال هذه الاسلحة خاصة غير المرخصة من قبل المراهقين والشباب في سن مبكرة لتسرعهم واندفاعهم والحكم على الامور بطريقة انفعالية عاطفية لا يحكمها العقل.
قلق من تزايد الظاهرة في الرمثا
اثارت قضية إطلاق النار على موظف بلدية الرمثا قبل أسابيع من قبل احد المواطنين على خلفية تلاسن وقع بينهما حول اولوية المرور الشعور بالقلق من حجم مشكلة انتشار السلاح في الرمثا, واستخدامه في حالات العنف الاجتماعي والشجارات الجماعية اضافة الى المناسبات.
يقول د. امجد ذيابات ان الأمر الخطر في انتشار السلاح في الرمثا هو في الأسلحة غير المرخصة حيث تكون مع من لا يحتاجها او بيد أصحاب السوابق حيث لا يرخصونها تهربا من الملاحقة القانونية لأنهم يستخدمونها في المشاجرات.
ويضيف ذيابات بان الجهات المعنية تتحمل جزءا من انتشار السلاح غير المرخص لعدم تشديدها على من يقتنيه وكذلك عدم قيامها بحملات تفتيش دورية للمشتبه بهم وأرباب السوابق مؤكدا ان المنع هو منع صوري وان سهولة الحصول على السلاح جعلت المواطنين يقبلون على اقتنائه ولو للمباهاة .
وحذرالمواطن محمد ايوب الشرع من أن فوضى انتشار السلاح, خاصة بين فئة الشباب, وحمله في الأماكن والمناسبات العامة, يعد من المؤشرات الخطيرة, التي قد تؤدي إلى تدهور الأمن وشيوع ثقافة العنف.
ورأى استاذ علم الاجتماع د. عبدالله العمري ان هذه الظاهرة كانت منتشرة في المجتمعات التي لا يحكمها القانون وقبل وجود الدولة الأبوية حيث ان الفرد مطالب بالدفاع عن نفسه واهل بيته وعشيرته فالكل في هذه المجتمعات مقاتل مستعد للحرب في أي لحظة أما بعد تطور المجتمعات وظهور الدولة المدنية فان هذه الظاهرة لا تنسجم بأي حال من الأحوال مع ما يشهده الوطن من تطور ونهوض حضاري في شتى المجالات", مؤكدا ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة وطمأنينة المجتمع.
سوق سوداء لتجارة السلاح في مادبا
أكد مواطنون في استطلاع أجرته "العرب اليوم" في مادبا اتساع ظاهرة انتشار الأسلحة النارية الخفيفة والاتوماتيكية غير المرخصة بصورة لافتة في الآونة الأخيرة حيث تباع الاسلحة بالسوق السوداء بصفقات سرية مشيرين إلى ارتفاع أثمانها في الأسابيع الماضية.
و أكد تاجر أسلحة مرخص فضل عدم ذكر اسمه ان قوانين وأنظمة تجارة واقتناء الأسلحة هي السبب وراء انتشار تجارة بيع وشراء الأسلحة بعيدا عن أنظار الحكومة ومنها قانون منع استيراد المسدس الذي شكلت تجارته سوقا سوداء للمسدسات.
وقال عدد من المواطنين طلبوا عدم ذكر أسمائهم انهم يفضلون شراء السلاح الفردي غير المرخص ليسهل بيعه إذا أراد ذلك مستقبلا وأضافوا أن أسعار قطع السلاح الفردي من مسدس وسلاح أوتوماتيكي زادت بنسبة أكثر من 50 % مرجعين ذلك الى زيادة الطلب.
وطالب مواطنون الحكومة بتشديد الرقابة على حيازة الاسلحة التي يكثر استخدامها في المناسبات والاعراس خاصة في مناطق القرى والبادية ما يلحق الاذى بالغير اضافة لاستخدامها في المشاجرات الجماعية والجامعية.
بدأ الصيف, وبدأت معه اعراسه واحتفالاته.. البعض لا يرى نكهة للفرح إلا بإطلاق النار.. النار التي أصابت كبد اسر فقدت احباءها فقط لان شخصا ما أراد أن يفرح على وقع أتراح الآخرين.
يطلق النار في الهواء فرحا.. لا يسأل عن مصير تلك الرصاصة التي صعدت الى السماء على رأس من ستنزل.
وفق الخبراء فان سرعة الطلقة حين ترتد من السماء هي في ذات سرعة صعودها.
طفل يلعب في "حوش" اهله.. الطفل يسقط صريعا, فينتبه اهله, ان رصاصة لا يجوز ان يطلق عليها اسم طائشة استقرت في رأسه وكبد اهله.
منذ الان وبعد حلول فصل الصيف ستبدأ الاعراس وتبدأ وسائل الاعلام بنشر اخبار عن مقتل مواطن برصاصة طائشة. بينما يسأل الكثيرون كيف توصف بالطائشة ومطلقها يدرك انها ستعود وقد تستقر في رأس أحدهم.
لا أحد يمكنه ان يعطي الاحياء المجاورة للحي الذي اطلق فيه الرصاص انها لن تهبط عليهم اتراحا.
السلاح في المملكة قصة شائكة فهي عند البعض عرف اجتماعي ووجاهة, يمنحهم الشعور بالعز والفخر الى حد وصفه البعض بانه مكمل لشخصيته, لكن هذا امر وان يطلقه بين الناس شأن آخر.
جزء من العرف
يقول الناشط السياسي د. محمد جميعان ان السلاح جزء من العرف الاجتماعي الاردني وهو محط اعتزاز وفخر للاردنيين باكملهم, مؤكدا ان تمسك المواطنين بالسلاح يعادل تمسكهم بأبنائهم.
ويرى جميعان انه لغاية الان لم يترتب على وجود السلاح بايدي الاردنيين اية حوادث تعكر الصفو الوطني, مبينا ان السلاح يثري العمق الامني لدى المواطنين ويعطيهم الثقة والامان.
وعن البعد العشائري والجغرافي وتأثيرهما في ظاهرة انتشار السلاح يقول الناشط السياسي مشعل المجالي ان منظومة العشائر الاردنية التصق بها وجود السلاح بين افرادها منذ القدم, مشيرا الى ان السلاح يعد جزءا رئيسيا مكملا لشخصية ابن الجنوب العشائري, فضلا عن ان الطبيعة الجغرافية والعشائرية للجنوب تعزز من ضرورة امتلاك كل جنوبي للسلاح بهدف حماية نفسه وممتلكاته لا سيما ان عددا من بينهم مربو ماشية.
وأضاف الناشط الحقوقي د. اكرم كريشان ان انتشار الاسلحة موجود على مستوى الوطن باكمله وليس على مستوى الجنوب فحسب, موضحا ان السلاح اصبح وسيلة للتفاخر والاعتزاز والكبرياء لانه موروث اجتماعي قديم ومن الصعب الاستغناء عنه في ظل عدم وجود قوانين رادعة من قبل الاجهزة الرسمية لمنع انتشاره.
لكن النقابي وجدي أبو هلاله ينظر لظاهرة انتشار الاسلحة من زاوية مغايرة اذ يقول ان انتشار هذه ظاهرة خاصة في ايدي الذين لا يحسنون استعمالها فانها تؤدي الى مظاهر اجتماعية سيئة وتفكك اسري وعشائري كبير حيث ان غالبية حالات القتل نتيجة استعمال هذه الاسلحة خاصة غير المرخصة من قبل المراهقين والشباب في سن مبكرة لتسرعهم واندفاعهم والحكم على الامور بطريقة انفعالية عاطفية لا يحكمها العقل.
قلق من تزايد الظاهرة في الرمثا
اثارت قضية إطلاق النار على موظف بلدية الرمثا قبل أسابيع من قبل احد المواطنين على خلفية تلاسن وقع بينهما حول اولوية المرور الشعور بالقلق من حجم مشكلة انتشار السلاح في الرمثا, واستخدامه في حالات العنف الاجتماعي والشجارات الجماعية اضافة الى المناسبات.
يقول د. امجد ذيابات ان الأمر الخطر في انتشار السلاح في الرمثا هو في الأسلحة غير المرخصة حيث تكون مع من لا يحتاجها او بيد أصحاب السوابق حيث لا يرخصونها تهربا من الملاحقة القانونية لأنهم يستخدمونها في المشاجرات.
ويضيف ذيابات بان الجهات المعنية تتحمل جزءا من انتشار السلاح غير المرخص لعدم تشديدها على من يقتنيه وكذلك عدم قيامها بحملات تفتيش دورية للمشتبه بهم وأرباب السوابق مؤكدا ان المنع هو منع صوري وان سهولة الحصول على السلاح جعلت المواطنين يقبلون على اقتنائه ولو للمباهاة .
وحذرالمواطن محمد ايوب الشرع من أن فوضى انتشار السلاح, خاصة بين فئة الشباب, وحمله في الأماكن والمناسبات العامة, يعد من المؤشرات الخطيرة, التي قد تؤدي إلى تدهور الأمن وشيوع ثقافة العنف.
ورأى استاذ علم الاجتماع د. عبدالله العمري ان هذه الظاهرة كانت منتشرة في المجتمعات التي لا يحكمها القانون وقبل وجود الدولة الأبوية حيث ان الفرد مطالب بالدفاع عن نفسه واهل بيته وعشيرته فالكل في هذه المجتمعات مقاتل مستعد للحرب في أي لحظة أما بعد تطور المجتمعات وظهور الدولة المدنية فان هذه الظاهرة لا تنسجم بأي حال من الأحوال مع ما يشهده الوطن من تطور ونهوض حضاري في شتى المجالات", مؤكدا ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة وطمأنينة المجتمع.
سوق سوداء لتجارة السلاح في مادبا
أكد مواطنون في استطلاع أجرته "العرب اليوم" في مادبا اتساع ظاهرة انتشار الأسلحة النارية الخفيفة والاتوماتيكية غير المرخصة بصورة لافتة في الآونة الأخيرة حيث تباع الاسلحة بالسوق السوداء بصفقات سرية مشيرين إلى ارتفاع أثمانها في الأسابيع الماضية.
و أكد تاجر أسلحة مرخص فضل عدم ذكر اسمه ان قوانين وأنظمة تجارة واقتناء الأسلحة هي السبب وراء انتشار تجارة بيع وشراء الأسلحة بعيدا عن أنظار الحكومة ومنها قانون منع استيراد المسدس الذي شكلت تجارته سوقا سوداء للمسدسات.
وقال عدد من المواطنين طلبوا عدم ذكر أسمائهم انهم يفضلون شراء السلاح الفردي غير المرخص ليسهل بيعه إذا أراد ذلك مستقبلا وأضافوا أن أسعار قطع السلاح الفردي من مسدس وسلاح أوتوماتيكي زادت بنسبة أكثر من 50 % مرجعين ذلك الى زيادة الطلب.
وطالب مواطنون الحكومة بتشديد الرقابة على حيازة الاسلحة التي يكثر استخدامها في المناسبات والاعراس خاصة في مناطق القرى والبادية ما يلحق الاذى بالغير اضافة لاستخدامها في المشاجرات الجماعية والجامعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق