ما يجري من فتنة في الاردن لمصلحة من ؟!/ لامانع من النشر



ما يجري من فتنة في الاردن لمصلحة من ؟!

كتب الدكتور محمد احمد جميعان تحليلا  مباشرا وقويا ومؤثرا وضع فيه بعض النقاط على بعض الحروف حول ما جرى من اثارة للفتنة في الاردن وكان واضحا ومصوبا رغم انه مقتضبا وجاء فيه 
"ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل"
فتن تجعل الحليم حيران، لا تجد لها بداية ولا ارى لها نهاية الا في تحولات جوهرية تنقذ الموقف وتستدرك المصاب، وليس لها من معالجة سريعة سوى بما ورد في حديث نبوي شريف ( لا اعلم صحته ) اغلق عليك بابك،وليسعك نفسك ...
وعندما نتحدث عن الاوطان والسياسة فان الاغلاق هنا، ان تكف يدك عن العمل السياسي المؤطر، وتغلق مقار حزبك وتحله ان استطعت الى ذلك سبيلا ، فهي الرسالة الاكثر وقعا وتاثيرا على من يريد ان يغرقنا في الفتن، لان في السياسة وممارستها بما فيها من اخذ ورد وحوار وتنفيس مقصود وغير مقصود انما يوفر مظلة او تربة خصبة لدعاة الفتنة والقائمين عليها .
لم اعد افهم ما يجري ، ولم اعد اعرف ما يريد هؤلاء القوم او اؤلئك ، ولا اعتقد ان هناك من يسيطر على اصل اللعبة وامتدادها ، صحيح ان هناك من كان له يد في تحريكها واستثمارها واستغلالها على ارضية مهيأة اصلا وهي العلاقة الاردنية الفلسطينية التي تحكمها الاخوة والمحبة ولكنها في المنظور السياسي دائما ما تغلفها الضبابية اوالهروب من طرحها تحت مظلة الوحدة الوطنية والاصول والمنابت التي سرعان ما تهتز عند اول اختبار او حاجة لاعادة استثمارها باتجاه آخر.
 علما ان الاساس في جوهر القضية الفلسطينية هو في مدى تمسك اهلها بها، ودعمهم لها، على من سواها من القضايا، ولن يتم ذلك الا في اعادة بناء وادامة الهوية النضالية للشعب الفلسطيني لانها الكفيلة بالحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وهمومه وتطلعاته وآماله ومستقبله، لا سيما ان الحديث هو فلسطين التي تلهج لها القلوب من ادنى الارض الى اقصاها،وفلسطين ليست كسواها من الارض فهي ارض المقدسات وملتقى النبوات ومخزن الخيرات وليست الاندلس التي يعتقد البعض انها ستطوى بالنسيان .
سؤال طرحته على نفسي واطرحه عليكم ؛ من المستفيد من الفتنة ؟ وكان جوابي- واحترم من يخالفني الراي-  ان المستفيد هي قوى البزنس والتوريث وحيتان الفساد واوكارهم والصهاينة التي يجدون فيها راحة لهم..
اما الخسران فهو لنا، نحن الغلابى الذي يعصرنا الفقر والفاقة ويدقنا الفساد ويقهرنا الظلم والاستبداد، واما الحائرون الذين يعتقدون انهم يحسنون صنعا فاقول لهم؛ احسب ان لا احدا يمسك بخيوط ما يجري الان، ومن يدعي غير ذلك (في اعتقادي) فهو اما مخطئ او انه لم يحاول ان يعمق النظر فيما يجري الان على الواقع وفي الميدان..؟! لقد اختلطت الاوراق وتداخلت بشكل اجزم انه غير مسبوق، يفوق أي مشهد مشابه سابق ، ولا اعتقد ان الامر سوف يعود بهذه السهولة .
اعرف ان ما قلته يحتاج الى تفصيل، ولكنني تحدثت بما يمكن الحديث فيه، دون الخوض في التفاصيل التي تكمن فيها الشياطين واعوانهم، واني والله لم اكن راغب بالحديث لولا ان اخوة اقدرهم واحترمهم اصروا علي ان اقول كلمة بما يجري، ولان الكلمة امانة فلم استطيع الا ان اضع بعض النقاط على بعض الحروف...   
واخيرا لابد من التذكير لمن القى السمع وهو شهيد، ان عظم المشكلة قد يكون اكبر من تقييم البعض وتقديراتهم؛ لان كل ما يجري او ما سوف يجري لاحقا انما يجري على خلفية مشهد اقليمي ودولي ملتهب غير مسبوق في التاريخ وغير مطمئن الى ابعد الحدود، من براكين الى زلازل الى حمم الى مواقف متقلبة باسرع من البرق، لا صديق فيها ولا مؤنس، ولا قواعد ثابتة للعبة السياسية والدولية يمكن القياس عليها، ولا تخضع ايضا للتوقعات ولا يمكن تقديرها مسبقا،والعبرة لمن يعتبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للمزيد ارشيف الموقع المتسلسل

هل ترى مواجهة كبرى مع اسرائيل؟