مسيرات غاضبة وسقوف مرتفعة في المحافظات الاردنية تنتقد الخصاونة وتسخر من حكومة الأقارب والأنسباء والمعارف

- في المرصاد- 

  لم يكد يمر خمسة أيام على إعلان تشكيلة الحكومة بقيادة القاضي عون الخصاونة حتى اندلعت المظاهرات في أنحاء مختلفة من محافظات المملكة تحت عنوان جامع هو "لم تفهمونا ... عظم الله أجركم" تطالب بإسقاطها في ملمح يعبرعن استياء شعبي واسع على الكيفية التي تتشكل فيها الحكومات، وهو أمر ترددت أصداؤه في مظاهرات الكرك ومعان والطفيلة والشوبك وسوف والسلط والرمثا وذيبان، بل إن الأخيرة شهدت هتافات أكثر تحديدا في نقد الحكومة حينما دعت إلى إسقاط حكومة الأقارب والأنسباء والمعارف في إشارة إلى تعيين القاضي الخصاونة عددا غير قليل من الوزراء ممن يرتبط معهم بعلاقات قرابة ومصاهرة ونسب.

وقد تنبه إلى ثغرة تعيين محسوبين على الخصاونة في الحكومة عددٌ كبير من المراقبين السياسيين والإعلاميين ممن رأوا أنّ في تعيين يمتثل لهذه الطريقة انتقاصا من نزاهة الخصاونة، وطعنا في مصداقيته.
وكتب الصحافي فهد الخيطان الخميس في مقالته في "العرب اليوم" التي يرأس تحريرها: "سواء كان الوقت الممنوح للرئيس المكلف يوما واحدا أو أسبوعا أو حتى شهرا، فلا فرق جوهريا في التشكيلة، ما دامت الحكومات تؤلف بالآلية والطريقة نفسها".
وأضاف "حكومة الخصاونة لم تشذ عن الوضع القائم، فبعد قرابة أسبوع من المشاورات انتهى رئيس الوزراء إلى توليفة تقليدية من الوزراء نصفهم تقريبا من الوزراء السابقين، والنصف الثاني من المعارف والأنسباء والأصدقاء".
ووصل الاحتقان الشعبي مداه، وتجسّد غضبا كامنا في شعارات مظاهرة الشوبك الذي انضم شبابها حديثا إلى الحراك الإصلاحي، حينما راح المئات يهتفون بشعارات "عندما قلنا إن الكفاءة للوزراء ميزان لم تفهمونا"، و"عندما قلنا لا لتوريث المناصب لم تفهمونا"، و"عندما قلنا لا لبيع وخصخصة الوطن لم تفهمونا".
أما شعارات مسيرة السلط فقد تميزت بخطابها الراديكالي الذي طاول الملك ورئيس الوزراء ومدير المخابرات.
وعبّر بيان الحراك الشبابي والشعبي الأردني في الكرك عن لغة اتسمت بالتهديد، إذ اختتم البيان، الذي طالب بحكومة إنقاذ وطني ومكافحة الفساد وقضاء مستقل، بعبارة "الأيام القادمة لن تكون برداً وسلاماً، وللصبر حدود".

وفي معان، شارك المئات في الاعتصام الذي دعا إليه "إئتلاف شباب الإصلاح والتغيير"، مؤكدين أن "هذه الوقفات والمسيرات الاحتجاجية الأسبوعية ليست من أجل مطالب شخصية أو
مناصب، وإنما من أجل الدفاع عن شعبنا، وعن كل مواطن في الأردن ومطالبة بحقوقنا العادلة و المسلوبة".
ووجه اعتصام معان رسالة الى صاحب القرار "بأننا لا نريد تغييرا للوجوه، إنما نريد سياسات صادقة، وبرامج إصلاحية هادفة".
وفي تصريح لـ"في المرصاد" قال الناشط السياسي د.أكرم كريشان "نحن لسنا
ضد أشخاص بعينهم من الوزراء أو النواب، وإنما ضد سياسات تمارس على الشعب، ونريد إصلاحا سياسيا واقتصاديا حقيقيا على مستوى الوطن، ونريد دستورآ جديدآ على رأسه أن الشعب مصدر للسلطات. كما نطالب بحكومة منتخبة من قبل الشعب، ونرفض سياسة الإرضاءات والتعيينات الجهوية والإقليمية، ونريد مسؤولين على قدر من الكفاءة
والنزاهة".
ودعا كريشــــان إلى "ضرورة رفع يد الأجهزة الأمنية التي ما تزال متغوّلة على الحياة العامة بشكل عام، والعودة إلى دورها الحقيقي المتمثل في الدفاع عن الوطن". كما دعا إلى "إبطال معاهدة وادي عربة؛ معاهدة الخزي والعار، وطرد السفير الإسرائيلي من الأردن، إضافة إلى طرد السفير السوري من أردن الحشد والرباط، نظرآ لموقف النظام السوري من الشعب الأعزل الذي يطالب بالإصلاح بطرق سلمية، حيث فتك النظام، وقتل، وشرد، وجرح مئات الآلاف من الأبرياء، الأمر الذي نرفضه مطلقآ، وعلى الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه من دون اللجوء إلى العنف من قبل النظام".
ودعا كريشــان السلطات التنفيذية أن "تكف يدها عن محاكمة أحرار أبناء الطفيلة الذين كفل لهم الدستور والمواثيق الدولية حرية الرأي، وبخاصة وأن حراكهم سلمي".
وخلال اعتصام معان، طالب الشيخ محمود أبو رخيـــة البزايعة بضرورة "محاسبة المفسدين، وبيان مقدرات الوطن التي بيعت، حيث ما تزال مديونية الأردن تزداد بالمليارات". وأضاف أبورخية "نريد إصلاح النظام، ورفع يد أجهزة المخابرات عن مؤسسات الدولة".
ورفعت خلال الاعتصام شعارات: "لم تفهمونا عظم الله أجركم"، "إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم"، "الكفاءة للوزارة ميزان، والجغرافيا للوطن اتزان"، "نريد مكافحة فساد، لا مكافأة فساد" ،"نرفض مهزلة محاكمة أحرار الطفيلة"،
"لا لقمع الحريات".
وشدد المعتصمون على أنهم ماضون ومستمرون في مطالبهم بتغيير السياسات والمبادئ، وتغيير النهج المتبع من قبل الحكومات المتعاقبة.
وهتف المشاركون: "لا فلان ولا علان ..... بدنا حقوقك يا أوطان، يا للعار يا للعار ... باعوا الاردن بالدولار، يا حكومة الدمار ..... ضيعتي بلد الأحرار، من الشمال للجنوب الإصلاح هو المطلوب، الإصلاح بدو تطبيق .. هاي مطالب الجميع، هالبلد ملت الوعود .. بدنا حقوق إلنا تعود، مطالبنا شرعية .. بدنا نعيش بحرية، الشعب يريد إصلاح النظام".

وفي عمان، حال انطلاق ماراثون عمان الدولي دون انطلاق مسيرة في وسط العاصمة، بعد أن أغلقت إدارة السير المركزية عدداً من الطرق، من بينها شارع طلال (الممتد من المسجد الحسيني ولغاية مثلث المصدار) غلقاً كاملا، وشارع قريش (سقف السيل) غلقا كاملا، وشارع الهاشمي من إشارات رغدان ولغاية المسجد الحسيني غلقا كاملا.
وفي المقابل، أعلن التجمع الإصلاحي لأبناء عشائر حي الطفايلة عن إقامة مسيرة ليلية مساء الجمعة بعد صلاة العشاء، من أمام مسجد جعفر الطيار في حي الطفايلة بجبل التاج بعمان الشرقية.( في المرصاد)