باي ثمن سوف ترحل حكومة الرفاعي الابن حكومة الاستزاف باي المعايير تسير
د.محمد الخصبة
للدولة ارض وشعب ونظام ودستور وقيم واعراف وتراكم خبرات كلها تهدف وتصب في غاية سامية نبيلة هي خدمة ابناء الشعب منذ الولادة الى الممات وما بينهما من الاحتضان والمتابعة والسهر على راحتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم بعزة وكرامة واباء ،والمعيار هنا هو الانتماء والعدالة والشفافية والحكمة والسياسة التي تسير الحكومة بنبض الشارع وانفاسه ، وليس بمعايير شخصية ومزاجية واجندة خفية ومشاريع باطنية تظهر بعد فوات الاوان ، او عقلية الشركة وادارتها ،
لان للشركة خلاف ذلك فهي ممتلكات وراس مال وادارة وقانون وموظفين تهدف كلها في المقام الاول تحقيق الارباح باقصى ما يمكن تحقيقه خدمة لراس المال والمساهمين ان وجدوا او كانوا حقيقيين و بالمقابل عصر الموظفين والعاملين فيها واستثمارهم ان لم يكن استغلالهم باقصى ما يمكن من عصر واستثمار لاستعادة وتحصيل كل قرش دفع لهم من رواتب و مكافاءات ، والمعيار هنا بمقدار ما تقدم للشركة من جهد ووقت وزبائن ومبيعات وارباح بعيدا عن كل المعايير الاخرى تعطيك من الجمل اذنه والباقي ارباح خيالية للمستثمرين النبلاء المدللين الذي لم يكفهم الاستحواذ على المال بل والسلطة والنفوذ ايضا وهو الفساد الاكبر الذي لا يختلف عليه اثنان عندما يقترن او يصبح مدير الشركة الكبرى او صاحبها او( لعبة وضع الشركة باسم احد الاصول او الفروع ) ليصبح مديرا حكوميا او وزيرا او رئيسا ثم يعود في حلقة دواره لا اول لها ولا آخر وهكذا في جدولة وتصفية حسابات وفساد متراكم يصعب فكفكته والمحاسبة عليه... وبعدها ياتي من يسال بكل بساطة" ليش بصير هيك" ؟ والجواب الاكثر بساطة " بصير هيك لانه بصير هيك "
للدولة قيادة تدار بعقلية القائد الذي همه الرعية ونبضها والسهر عليها وللشركة ادارة تدار بعقلية المدير الذي همه تحقيق الارباح وعصر العاملين لمزيد من الارباح ، فاذا كانت الشركة تدار بهيئة المديرين لتحقيق الارباح وهي محل مراقبة ومحاسبة من قبل مجلس الادارة وصاحبها ، فان الدولة تقاد بالحكومة باعتبارها سلطة تنفيذية تشرع وتتخذ القرارات وتنفذها سيما في غياب البرلمان وهي محل مراقبة ومحاسبة من قبل الملك والشعب والبرلمان ، والمصيبة الكارثية هنا عندما تسير الحكومة اعمالها بعقلية الشركة وتصبح السياسات على هذا النحو.
وهنا اسال كل باي المعايير السياسية والوطنية والحكمة يعين مواطن متجنس بمنصب امين عام او مدير او رئيس سلطة حصل على الجنسية حديثا امضى حياته مرفها في القطاع الخاص الخارجي ولم يكابد المشقة والعمل في القطاع الحكومي والعسكري سنين عمره في الوقت الذي يوجد الالاف من الكفاءات الاردنية الاصيلة ويعاني فيها ابناء العشائر والتجمعات السكانية من ابناء الوطن من ذوالكفاءات وحملة الشهادات العليا واصحاب الخبرات والمتقاعدين العسكريين في ريعان شبابهم البطالة والهم والغم على راتب تقاعدي لايسد رمقهم ولا يكفهم مؤونة حاجاتهم الاساسية ؟
باي معايير الحكمة والسياسة يمكن القبول ببقاء وزير تهكم على مربي الاجيال الذين نعتز بهم ونفتخر ، ناهيك عن فضيحة التوجيهي السابقة وفضيحة عرض الفلم اللاحقة ؟!
وباي معايير مهما كانت في الارض او في السماء يمكن القبول بوزير ينعت نخبة وفتية آمنوا بعملهم كمعلمين وتفانوا في خدمة وطنهم من اهلنا وربعنا بالقلة والاجندة السياسية وهم اهل الوفاء والعهد ومنبع الصدق والايثار الذين ما ضجروا ولا فزعوا حين قاسمهم الاخرين خبزهم ووطنهم ؟ وما سبق له من عنعنات وبلابل ( جمع بلبلة ) تقنين المواقع الالكترونية التي اثارت الداخل والخارج وجعلتنا في حيص بيص ؟!
وهل استقالة بل واقالة ومحاسبة هذين الوزيرين على سوء اقوالهم كثيرة على المعلمين الاوفياء ورد الاعتبار لهم على من اساء وجرح المشاعر واشعل الرؤوس؟ الم يتحمل وزير الصحة عما حدث في حكومة البخيت ويستقل ويكلف عمله الى وزير آخر لحين صدور الارادة الملكية؟! واين هي الحقوق التي وعدت الحكومة بها المعلمين ؟ الم تكن الحكومة مسؤولة عن توسيع دائرة الاضراب وامتداده زمانا ومكانا لسوء معالجتها وعدم الدراية والحكمة والسياسية في التعامل مع المطالب منذ البداية بدل التهديد والوعيد الذي مضى عهده ؟! اليس ما تفعله الحكومة الان هو تكرار لما حدث حين تلوذ بالصمت والتطنيش على مطالبهم ؟!
اما عن الفقر ومصائبة والبطالة وارتفاعها والاسعار وجنونها التي اصبحنا نتابعها مع قرارات الحكومة في رفع المحروقات المتسلسل البطيء يذكرنا بهواجس الموت البطيء لنترحم على بعض الحكومات السابقة وفضائلها التي على الاقل ما قصرت وسعت الى خفض الاسعار وكانت حريصة على لقمة المواطن عندما كنا نرى دولة الرئيس معروف البخيت باحساس الفقير ومن كابد شضف العيش ومشقة الوظيفة بنبض اهل الوطن ومدرسة قواتنا المسلحة بعقلية الدولة وليس الشركة ينزل بنفسه الى الاسواق ليتابع ويراقب وهو يدرك انه خادم لاهله ووطنه ولم يذهب الى طلبة الجامعات بحثا عن الدعاية بين الطلبة ينظر عليهم يشبعهم كلاما عوضا عن تحسين اوضاعهم وضنك العيش الذي يعيشه اهلهم ..
واين هي ملفات الفساد الكبرى التي تريد الحكومة فتحها ؟!، والمتنفذين التي تريد الحكومة مقاضاتهم ؟! لقد قلت قبل نحو شهرين بصفاء سريره وصدق طوية حين صدقت هذا الكلام " لماذا التشويش على الرئيس في محاربة الفساد؟ وهانذا اقول الان بعد ان اتضح الموقف " لم يعد في القدر ما تطاله المغرفة " وان ما بشرنا به لم نره فماذا بقي سوى ان ترحل الحكومة وتريحنا من شد الاعصاب وتبعاته ..
تذهب الحكومات وتاتي ويبقى الوطن باهله والنظام بمليكه الهاشمي ، واذا كان لي ان اصنف فاقول ان الحكومات ثلاث : حكومة داعمة ، وحكومة تسليك ، وحكومة استزاف ،
فالحكومة الداعمة تحكم بعقلية الدولة وتقود الرعية حسب نبض الشارع ودون استثارته واستفزازه تتلمس حاجاته وتحاوره بمتطلباته ، تقرب الحكماء الذين يريحون الناس وتبعد كل من لا يحسن العمل والتعبير، ولا تنتظر ولا تراوح ولا تتردد ، فهي بذلك تعزز الامن وتدعم مؤسساتنا الامنية بمواقف سياسية معززة وداعمة ، وتساعد بفاعلية في زيادة شعبية النظام لتبعد عنه المعارضة والمزاودة ، واذا كان لي ان اخصص على سبيل المثال اقول ان حكومة البخيث كانت داعمة بامتياز .
وحكومة التسليك وهي كثيرة في تاريخنا فهي تسير الاعمال دون استفزاز ودون ان تشكل عبئا على المؤسسات الامنية ودون ان تستنزف شعبية الحكم ولكنها تفعل ما تستطيع عمله وتقدم بهدؤ دوما دون اثارة ترهق الامن ومؤسساته .
اما حكومة الاستزاف فهي التي لا تحسن السياسة ولا تاخذ بمعايير الحكمة ، تغلب عليها عقلية الشركة وادارتها ومشاريعها ،ونفسية النبلاء واستعلائهم ، تتحدث ولا تفعل ، تضخم الملفات وهي صغيرة ، تسمعنا طحنا ولا نرى منها طحينا ، مستفزة للاوفياء المخلصين ولا تحسن محاورتهم، لا تراعي نبض الشارع واحاسيسه ، قيمة الوزير فيها مقدمة على ارادة الشعب وشرائحه ، وخطأ الوزير فيها يتحمله المدراء والامناء العامين خلافا لما معلوم ومعمول به في العالم كله ،
و باختصاران حكومة الاستنزاف تولد غير مقبولة في المزاج العام وتسير متخبطة مترنحة بالرفض وعدم القبول ، تعكر المزاج وتجعل الوطن واهله في حالة استثارة دائمة وكاننا في حالة طوارئ ، من بلبلة الى اخرى ومن وعكة الى ازمة دون ان تقدم للمواطن ما يريحه بل تعمل على استفزازه ، وهكذا تشكل ارهاقا للمؤسسات الامنية التي تتحمل مسؤولية حساسة في ظرف حساس غير مسبوق ، وتشكل استزاف للرصيد الشعبي للنظام لانها تعجز عن معالجة ازماتها بنفسها الا عند تدخل الملك كما حدث في اضراب المعلمين ..
وبعد الا اراحتنا حكومة الاستنزاف هذه حكومة الرفاعي " الابن " من شد الاعصاب وتعب البال وهي عاجزة ان تقدم شيئا يذكر سوى الاستفزاز المتواصل ورفع الاسعار وضنك العيش وما يترتب عليه لاحقا واستقالت بامان الله وحفظه ؟ ام تريد البقاء على ماهي عليه وهنا اسمحوا لي ان اسأل بعد ذلك كله باي ثمن سوف ترحل حكومة الرفاعي " الابن "؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق