2012-04-26
|
مصطلح 'الربيع العربي' ليس بالمناسب لهكذا ثورات، وبهذا العنفوان والتمرد العفوي والجمعي الباطني الذي انفجر في وجه انظمة طالما اعدت نفسها الى الابد، حتى تحولت الجمهوريات الى ممالك يتوارث الأبناء ملك الآباء، ونحن لهم مصفقون عنوة دون تمحيص.
اما وقد اختارت الانظمة 'المترقبة' هذا المصطلح، تخفيفا لوطأة الصاعقة عليها، واصبح مصطلحا متداولا، فإن الأصح ان نقول 'الربيع الوطني' للشعوب العربية، لأنه جاء بحجم الظلم الذي مورس في كل وطن ثارت فيه هذه الشعوب، وجاء معبرا عن تطلعات كل شعب الى التحرر والسيادة والهوية الوطنية. فكانت الراية واحدة لكل وطن موحدة لهم، وكان الهم الواحد جامعا لهم، وكان النفير هاديا لهم، وكان النشيد وطنيا خالصا، والاهزوجة شعبية محفزة لهم، من عمق تراثهم واجدادههم يتنادون حماسة واقداما، وكان الألم بحجم ما اختزن في ذاكرة كل شعب تجاه حاكمه ونظامه، وعلى اساسه جاء حجم عنفوانهم وانطلاقهم، وعلى اساسه ايضا جاء الاندفاع والاختلاف والتضحيات والتمايز بين دولة واخرى. ومع ذلك، فان هذا الربيع الوطني قد التقى في نقاط متعددة بين الساحات المختلفة، كان الفقر والبطالة والفساد والمزاجية والفردية والقهر وتهميش الكفاءات نقاطا مشتركة. حيث لعبت عوامل متداخلة كثيرة في انطلاق قطار الربيع الوطني وسرعة سقوط الانظمة، ولعل حجم المخزون التعبوي الابرز جاء من الكفاءات التي عملت على شحذ الهمم، وشكلت حلقات تواصل مهمة بين مكونات المجتمع، عبر كل ما توفر لها من وسائل اتصال عصرية كان اهمها الفيس بوك. هذه الكفاءات كانت الاكثر تعرضا للظلم والقمع حين همشت لصالح المحاسيب والبزنس والنفاق والتوريث، فاصبحت تلك الكفاءات رافدا مهما للشعوب المقهورة ووبالا على الفاسدين، في حين غرقت تلك الانظمة بأفكار اولئك 'النبلاء' من السطحيين والتنابلة، الذين اخذوا بها الى التهلكة وهم يزيفون لها الحقائق، ويصورون لها 'البحر مقاثي' على رأي المثل الشعبي، حتى صار ما صار، وكان ما كان ، وما سيكون لن يختلف اذا استمر الحال، فالنتائج عادة ما تكون حصيلة المقدمات، وهناك من ينشد الاستقرار بافكار عجيبة تائهة يصنع بها الازمات. ان جل عمل وتفكير وانجاز هؤلاء 'النبلاء' وطليعتهم 'مجموعة القفز بالزانة'، جمع المال بكل السبل، حتى ولو عبر التواصل مع المافيات الدولية، وممارسة فنون الخيانة المغلفة بالشطارة، وكذلك نهم جمع وتعدد الالقاب والمناصب وماركات البدلات والاحذية، التي تشغل عقولهم وشغف قلوبهم حتى وهم يمارسون فهلوة التخطيط والتنفيذ.. اما في نهاية المطاف، فإنه ربيع عربي بلا شك، حين تتحررارادة الشعوب الوطنية في محصلة الربيع الوطني، فالسياق والنسق والمصير سوف تطوره هذه الشعوب الثائرة في نسق عروبي واحد، باتجاه الوحدة عندما تمتلك سيادتها، لتلتقي على وحدة عربية فاعلة واسلامية منتصرة ،لأن مصير الامة لا يبنى ولا يستقر الا بعزيمة الاحرار وارادتهم. ' كاتب اردني |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق